قصة وعبرة في قاعة الانتظار عند الطبيب النفساني ، ينتظر ثلاثة أربعة أشخاص
قصة وعبرة
في قاعة الانتظار عند الطبيب النفساني ، ينتظر ثلاثة أربعة أشخاص، إمرأة و شاب و رجل و فتاة، كلهم ينتظرون لطبيب منذ ساعة و لم يأتي الطبيب بعد، الرجل الذي كان سنه فوق الخمسين عاما، بدات علامات التوتر و القلق من الانتظار ، " ماهذا ، اول زيارة قد يتاخر فيها هذا الطبيب!" . يعود الشاب لقراءة كتابه، اما الفتاة فهي خجولة جدا، تتجنب النظر اليهم . تسأل المرأة "
هل زرتم هذا للطبيب من قبل ؟" . يجيب للرجل " ستكون اخر زيارة لي عند هذا الطبيب " . تضيف له " عجبا ، من المفترض أن يأتي الان " .يتفقد الرجل جيب معطفه و يزداد غضبا عندما ادرك ان علبة السيجارة فارغة . مساعدة الطبيب تدخل للغرفة و هي تعتذر مجددا " اسفة لانتظاركم ، لكن الطبيب في طريقه الى هنا !"
و غادرت ،لم تستمع لردة فعلهم اضاف الشاب " انه طبيب ووليس طبيبة اذن" . دقائق صمت ،بعدها تنظر المرأة لصورة ابنها " عندما اشعر بالقلق و اليأس ، انظر لصورة ابني ، لقد مات منذ عام اثر حادث سير ، لازلت اشعر بالغرابة ، لم اتقبل بعد بانه قد مات حقا ،نوبات ارق و اكتئاب ، انك تشبهه تماما " تنظر للشاب . الذي تأسف بملامح وجهه. "
لكن الارق و الاكتئاب لهما علاقة بالصورة فكلما نظرت اليها سيزداد حجم المعاناة " هكذا قالت الفتاة الخجولة للمرأة، تضيف لها " لهذا علينا ان ندرك ان النسيان نعمة ..ان ننسى المعاناة و الحزن و المصائب" . يضيف الرجل " لو كنت مكانك لمزقت الصورة " .تقاطعه " هذا يثبت انك بدون قلب حقا .." .يجيبها " الامر ليس له علاقة بالقلب، الامر بان الذكريات سم قاتل يقتل ببطئ.."
يرد الشاب " وماذا اذا كانت الذكريات جميلة ؟" .يغلق كتابه .يرد الرجل الذي يرمي علبة السجائر " احيانا ننسى الذكريات الجميلة و نفكر في الحزينة ..هذا مصدر تعاستنا" .لازالت المرأة تحدق بالصورة ،على وشك البكاء ." كلنا مررنا بمرحلة صعبة على ما أظن " . تضيف الفتاة " ابي و أمي قد افترقا ، لم اعد تلك الفتاة السعيدة و الجميلة " .يرد الشاب " هذا يفسر سبب الملامح الباردة .." ..يرد الرجل " الغريب في الأمر، انني كنت افكر في الطلاق من زوجتي بسبب التوتر، لكن بمجرد النظر لوجهك بنيتي تذكرت انه لدي ابناء..كنت اصرخ عليهم و على امهم بسبب وعي." ينظر الرجل لسلة للمهملات ويضيف " التدخين .
.هو السبب ..". حينها تمزق المرأة صورة ابنها وهي تبكي ، مشهد جعل كل منهم يصمت، تتقدم اليها الفتاة هي الاخرى بجانبها و تعانقها و كانها ابنتها..مرت ساعات ، عقارب الساعة قد تغيرت تماما .يضيف الرجل و ينهض " اظن انني لم اعد بحاجة لهذا الطبيب علي ان اذهب ". تنهض المرأة مع الفتاة" لما اشعر بهذا الارتياح .." ..يضيف الشاب "لطالما تأكدت ان دواء الإنسان موجود عند انسان اخر و العكس ايضا"يبتسم و يغلق كتابه قائلا "
كان معكم طبيبكم النفساني ، و هذه اول زيارة لكم "
Comments
Post a Comment